زوجة بوعشرين …صحاب الميت صبروا و العزايا كفروا
كــــمال قــــروع
لعل أهم ما ميز قضية مدير نشر يومية أخبار اليوم، الزميل توفيق بوعشرين، المتابع من أجل التحرش و الاغتصاب و الاتجار في البشر، هو الموقف المبدئي و الرزين الذي عبرت عنه زوجته، و الذي ينطبق عليه المثل المغربي المأثور، “صحاب الميت صبروا و العزايا كفروا”.
فالموقف الذي عبرت عنه زوجة بوعشرين، حسب ما نشرته عدد من المواقع، جاء أكثر اتزان من المواقف التي أعلن عنها عدد من المتضامنين مع المتهم، و التي خرجت في معظمها عن أصول اللياقة و الأدب، بل و ذهبت أغلبها إلى تسييس القضية، و تحميلها ما لا تحتمل، بل ذهب بعضها إلى اتهام السلطة بفبركة الفيديوهات التي ظهر بها المتهم وهو يمارس الجنس على ضحاياه، على الرغم من أن المتهم نفسه لم يقر بفبركتها، و إنما نفى أن يكون هو من صورها.
زوجة بوعشرين، طالبت في حديثها حسب المصادر، بضمان محاكمة عادلة لزوجها، مع ضمان حق المشتكيات إذا ما ثبث فعلا تورط زوجها في اقتراف الأفعال المنسوبة إليه، و المحكمة فقط هي من ستقرر في ذلك.
موقف زوجة بوعشرين، ربما لن يروق للكثيرين من المحيطين بالرجل و المتضامنين معه، فقد كانوا يمنون النفس أن تظهر هذه الزوجة، لتتهم هي أيضا جهات معينة بفبركة الملف، و تتوجه إلى المنظمات الدولية لتنال من سمعة القضاء المغربي، لكن خابت أمانيهم، و ظهرت بشكل أكثر اتزان حتى من رجال القانون الذي كان يجب عليهم أن يعطوا المثال، و ألا ينجروا وراء الدعوات السياسوية الفارغة التي تبخس حق المشتكيات في رد الاعتبار، و تقلل من شأن القضاء المغربي أمام الرأي العام العربي و الدولي.
تعليقات
إرسال تعليق