بعد منع “أسطورة البخاري” عصيد يصرخ: مراكش ليست إمارة داعشية
اعتبر الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي، أحمد عصيد، أن المنع الذي طال كتاب “صحيح البخاري نهاية أسطورة” لرشيد أيلال بمراكش، “غير مفهوم وغير منطقي، ويعكس غياب الدولة وحضور اللوبيات الإيديولوجية التي تهيمن هنا أو هناك لتتخذ إجراءات تتعارض مع التزامات الدولة ومع الدستور، ومع المكتسبات التي حققها المغرب بعد عقود من النضال”.
وقال عصيد في تصريح لـ”تارودانت24”، “إن المنع الذي تعرض له الكتاب وكذا المضايقات وحملات التشهير التي تستهدف كاتبه إنما هي سلوكات خارج القانون”، مشددا على أن “الدولة المغربية لم تمنع الكتاب، ومراكش ليست إمارة داعشية خارج الدولة بل هي عاصمة السياحة والانفتاح بالمغرب، ومن الضروري محاسبة من تسول له نفسه اتخاذ إجراءات من هذا النوع تسيئ للمغرب ولسمعتنا جميعا”، حسب تعبيره.
وأوضح ذات المتحدث ” أن النقاش العمومي الذي جرى حول الكتاب منذ صدوره أظهر بما لا يدع مجالا للشك ضعف التيار المتشدد وغياب المقاربة العقلانية والعلمية لديه، ما يفسر لجوء أعضائه إلى العنف اللفظي والتحريض والغوغائية، بل والكذب أحيانا”، مشيرا إلى أنه “في الوقت الذي ظهر فيه مؤلف الكتاب بمظهر الباحث الذي يقدم أدلة دامغة على عدم معقولية أو علمية الكثير مما جاء في كتاب البخاري من أخبار غريبة، تتعارض فعلا مع الواقع ومع العقل والمنطق ومع العلم كذلك، كما تتعارض في كثير منها مع القرآن نفسه الذي هو الأصل الأول السابق على الحديث”.
وتابع عصيد قائلا: “يبدو واضحا أن سبب هذه الحملة هو شعور أتباع التيار المتشدد بخطر الفكر العقلاني والنقدي على معبد التقليد الذي يحرسونه، والذي من خلاله يحرسون امتيازاتهم ومصالحهم ووصايتهم على عقول الناس”، مبرزا أنه “من حق أي واحد أن يؤلف ويكتب ليعبر عن أفكاره كما من حقه أن يعلن نتائج اجتهاداته على الملأ، وليس لمن يخالفه الرأي إلا أن يواجهه بقوة الحجة لا بحجة القوة والترهيب التي لم تعد تخيف أحدا”.
وأضاف الناشط الأمازيغي عصيد، أن “موجة التحرر لا يمكن إيقافها، وزمن الإصلاح الديني الكبير قد حل وآن أوانه، وجميع أساطير الفقه القديم ستسقط لأنها أصبحت مكشوفة أمام الواقع والعلم، وأمام الضمير الإنساني الذي لن يتخلى عن معيار الكرامة والقيم الكونية النبيلة”.
وكان رئيس المحكمة الابتدائية بمدينة مراكش، بصفته قاضيا للأمور المستعجلة، قد أصدر قرارا يقضي بحجز نسخ كتاب “صحيح البخاري نهاية أسطورة”، من إحدى المكتبات المتواجدة بمراكش، مبرزا أن “هذا الكتاب تتضمن صفحاته مسا بالأمن الروحي للمواطنين، ومخالف للثوابت الدينية المتفق عليها”.
تعليقات
إرسال تعليق